الثلاثاء، 4 فبراير 2014

حيث ترقص الحبارى و تنام الاسود

ترقص الحبارى و ينام الاسد تاملات في الاغتراب في ذلك النهار الخانق الحرارة اخذنا زوجي انا و صغيرنا احمد الى حديقة الحيوان بدبي, ليستمع صغيرنا احمد بمشاهدة حيواناته المفضلة, الاسد و الزرافة و النمر و حمار الوحش و لكي يستمتع احمد باطعام القرود . كان المتوقع لها ان تكون زيارة عادية مملة و تتندرج تحت طائلة تضحية الاباء لاسعاد الابناء! لكن لم يكن الامر كما نظن بل كانت المفاجاءة في انتظارنا. هكذا دبي تتلو عليك كل صباح قول الفيتوري الجاهل من ظن الاشياء هي الاشياء لم يكن الأسد اسدا و لا النمر....بل حق ان نقول كان القط المنزلي انمر من النمر! كانت الحديقة خالية تقريبا من الزوار و ساكنة لا تسمع فيها الا ازيز مكيفات الهواء في مقصورات الحيوانات...اجل مقصورات ليست اقفاصا يقبع بداخلها كائنات من عالم دبي كل الحيوانات تغط في سبات عميق قيلولة ثقيلة. و هواءمكيف الهواء يزيدها خمولا . لا يوجد حيوان واحد مستيقظ عدا القط المنزلي و الحبارى, التي كانت ممتلئة بالحيوية, بدون مكيف فقط بركة ماء و ظل شجرة. هذه فعلا دبي لا مكان فيها للاسود بل هي مدينة تدجن الطيور التي تتناغم مع ايقاع تلك المدينة الصاخبة و الناعمة فى ان معا. ياتي السوداني الى دبي اسدا مليئا بشعارات كبيرة و يأتيها الهندي كطائر ضعيف..... النهاية السوداني يقبع في احدى المقصورات المكيفة وظيفة واحدة الى ان يقال او يتقاعد الهندي يبداء حياته فيها بظل شجرة و يبتهى مدينة سكنية و جناح في برج العرب....الخ الخلاصة في الماضي كان الأسد ملك الغابة....نحن لا نعيش في غابة اذن لانحتاج الاسود

ليست هناك تعليقات: